An Unbiased View of الحرية الشخصية



الحرية الشخصية لها قيمة كبيرة جداً ولها الكثير من المحاسن التي تعود على الإنسان خاصةً والمجتمع عامةً بالراحة والطمأنينة، ومن أبرز هذه الفوائد:

وبعد حصول نورا أخيرا على موافقة أخيها، اصطحبت والديها لرؤية المنزل الذي اختارته لنفسها وقالت: "فضلت حضورهم معي لدى توقيع عقد الإيجار، أولا ليطمئوا علي وثانيا لأن الكثيرين من أصحاب العقارات يرفضون تأجير الشقق للنساء ويفضلون الأسر أو الأزواج.

كل ذلك يدفعنا نحو الحديث عن النوع الثاني من الحرية، الحرية الإيجابية: وهي -كما ذكرنا- مرتبطة بالتحكم في أنفسنا والتحكم في الدائرة التي أنا مسؤول عنها، فكون الشخص أكثر حُرية، ليس معناه عدم وجود قيود خارجية، إنما معناه أن لديه قدرة أكبر على تحريك نفسه وأن يكون فعالًا في المحيط من حوله، بحيث يحرك الأمور بالشكل الذي يراه أنسب، فالأمر يتحرك من الداخل للخارج وليس العكس. هذه النظرة كما ذكرت نجدها في “المدرسة الرواقية”، وأيضًا في “الفلسفة البوذية”. إن مفهوم الحرية، مفهوم داخلي تمامًا، لا علاقة له بما يحصل لك، وهنا تأتي فكرة أن إنسان مسجون أو كسيح أو مُعدم، أو أي شيء آخر، قد يكون رغم ذلك حرًا، حتى لو لم يكن لديه أي موارد خارجية، هذه الفكرة قد تكون غريبة علينا، لأن هذه النظرة للحرية ليست هي النظرة التي نتناول بها الموضوع أغلب الوقت، وهي مرتبطة بمفهوم جميل للغاية، وهو مفهوم «القلعة الداخلية»: أن بداخل كل إنسان قلعة، لو كانت قوية كفاية ستمنع أي شيء من الوصول إليه؛ فمهما حصل يظل الشخص حافظًا لثباته واستقراره، وقادرًا على تسيُّد نفسه بغض النظر عن ما يحدث خارجه.

ومعنى ذلك أن العبد ما تقرب إلى الله إلا ارتقى إلى أفق من الاقتدار والحرية أعلى، وانفتحت أمامه أبواب أخرى للخير ومغالبة الضرورات التي تعترض طريقه. إن التقرب إلى الله عمل إرادي اختياري لأنه ليس الخيار الوحيد الذي وضعه الله أمام الإنسان: "وهديناه النجدين" الآية. فإذا هو اختار عن بينة نجد التنكب عن الخير فتلك حرية خوّلها الله له، هي الحرية الشيطانية حرية الكفر التي خولها لإبليس ومن سلك سبيله. ولا حاجة للمسلمين في أن يظل بينهم -منافقا مندسا- من اختار ذلك السبيل. أما المسلم الحق فهو من اختار بوعي وحرية التوجه إلى لربه بالعبادة بكل كيانه. وعلى قدر اجتهاده فيها يتحرر، وتتحرر لديه إمكانات الفعل، مغالبا قدرا بقدر.

ومع ذلك، في بعض الأحيان نجد الانقسام بين التحرر الفردي والتحرر الجماعي في المجتمع الواحد. نحن نرفض أي سلطة لفرض الضرائب، وهي سلطة منفصلة تماما عن الواقع الاجتماعي والتي ترتكز بشكل أساسي على منح الأقلية التشريع واتخاذ القرارات بشأن الأغلبية في المجتمع.

“. وتضيف: "المجتمع غير مستعد لتقبل الفكرة لدرجة أنه لدى طلاق شقيقتي من زوجها، رفض أخي رفضا قاطعا أن تعيش بمفردها خوفا من نور كلام الناس وأن يتهموا أسرتنا بالتخلي عنها؛ وقال عايزة الناس تقول عننا إيه أننا رمينا بنتنا؟"!

وجهات النظر حول الرأسمالية في المدارس الفكرية المختلفة

يعزز تقبُّل التنوع الفكري النمو، ويؤدي إلى دحض الأفكار المسبقة وتنمية التفكير المستقل؛ وهذا يؤدي إلى التمتع بعقل سليم حر يرى كل شيء من منظور أوسع.

هي حق الإنسان في ممارسة إرادته واختياراته بحرية تامة دون أن يشعر بالخوف أو التهديد من القوى الخارجية.

قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولَمْ يُعْطِ أجْرَهُ.

تُعد حرية التعبير ليست هامة فقط باعتبارها حقاً قائماً بذاته وإنما لأنها ضرورية إذا ما أريد تحقيق حقوق الإنسان الأخرى

. بمعنى أن يشعر المواطن سواء كان صحفيا او مواطنا عاديا أن له الحق في ابداء الرأي والتعبير عنه بحرية مطلقة دون قيود أو شروط تضعها الجهات..

لنتساءل إذن: ما مدى تأثير اهتمام كل شخص بمصلحته الشخصية، على المجتمع؟ ربما ستبدأ المجتمعات تدريجيًا بالتفكك، وهنا أقصد المجتمعات بكل مستوياتها، من الأسرة، حتى نصل للإنسانية كَكُل. في النهاية سنجد أن التوجه نحو المصلحة الشخصية يؤدي بهذه الكيانات للتمزق وانعزال الإنسان بشكل كبير، وهي سمة من سمات زمننا؛ الكثير يشعرون بنوع من الوحدة على مستويات كثيرة وأنهم ليسوا جزءًا من شيء، ومتروكون وحدهم في هذه الدنيا، ثم يصبح المجتمع هو العدو، وأنه هو الذي يفرض القيود، وبشكلٍ ما يتحول لشرير القصة.

في المجمل، تُعد الحرية الشخصية حقًا أساسيًا يجب أن يتمتع به كل إنسان، ولكنها تأتي مع مسؤولية التأكد من أننا لا نتدخل في حقوق الآخرين أو نضرهم بطريقة ما مع التأكد أن الحرية الشخصية لا تعني التعدي على حريات الآخرين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *